صراع المصممين: بين الماك والويندوز… معركة لا تنتهي
يبدو أن المصممين منقسمون منذ سنوات طويلة إلى فريقين: فريق يقدّس الماك كأنه قطعة فنية من متحف آبل، وفريق يتحالف مع الويندوز لأنه “يعطي نفس القوة بنص السعر”. والنتيجة؟ صراع أبدي يشبه مباريات الكلاسيكو: كل فريق مقتنع أنه على حق، وأن الآخر “أنت مش فاهم”.
لكن خلف الضحك والمزاح، هناك حقائق علمية واضحة تستحق التوقف عندها.
1. الأداء والمعالجة: القوة مقابل الاستقرار
الماك: معروف بثبات النظام وانسجام المكوّنات، مما يقلل التعليق والأخطاء المفاجئة. نظام macOS مصمم ليعمل بتناغم مع عتاد محدد، وهذا يمنح المصمم تجربة سلسة وهادئة… كأن الجهاز يشرب شاي بالنعناع.
الويندوز: يقدم خيارات غير محدودة من العتاد، ويمكن أن يصبح وحش أداء في برامج 3D والموشن جرافيك بفضل دعم أقوى لبطاقات الرسوميات. لكنه أحياناً يشبه سيارة سباق تحتاج ميكانيكي جيد ليحافظ على أدائها.
2. تجربة المستخدم: البساطة مقابل المرونة
الماك: واجهة بسيطة، نظيفة، وكل شيء في مكانه. مثالي للمصمم الذي يريد التركيز على شغله بدون “رحلة استكشافية” كلما أراد تغيير إعداد.
الويندوز: مرن لدرجة أنك تستطيع تخصيص كل شيء تقريباً. ممتاز للمصممين الذين يحبون اللعب بالإعدادات، لكن قد يضيع البعض في بحر الخيارات.
3. دعم البرامج: الكلاسيكيات مقابل الشمولية
الماك: يُعتبر معياراً في عالم الطباعة والإعلانات، وتعمل عليه برامج التصميم بشكل مستقر جداً. كثير من الوكالات حول العالم تعتمد عليه كخيار أساسي.
الويندوز: يتفوق في برامج الـ3D والمونتاج وبعض برامج المحاكاة بفضل توافقه مع العتاد المتقدم. كما أنه يشغل معظم البرامج الموجودة على وجه الأرض… تقريباً حتى برنامج جدتك للخياطة.
4. التكلفة: الفخامة مقابل الاقتصاد
الماك: جهاز فاخر، سعره جزء من الهوية. تدفع أكثر… وتحصل على تجربة محسوبة وموحدة.
الويندوز: مناسب لكل الميزانيات. يمكنك بناء جهاز قوي جداً بأقل مما تتوقع. مصممين كثيرين يختارونه لأنه يوفر نفس النتائج بسعر أقل بكثير.
5. الألوان وجودة الشاشة: الدقة مقابل التنوّع
الماك: معروف بشاشاته Retina الدقيقة والمناسبة لأعمال التصميم، حيث يعطي ألوان قريبة جداً من الواقع.
الويندوز: يعتمد على نوع الشاشة. توجد شاشات احترافية مذهلة، لكن السعر والأداء يختلفان حسب الموديل.
الخلاصة العلمية:
الماك هو ذاك الصديق الهادئ المنظم الذي يحب كل شيء مرتب ويمشي بخط مستقيم.
الويندوز هو الصديق العملي الذي يشتغل مع الجميع، عنده حلول لكل شيء، وقدراته مفتوحة على الآخر.
وفي النهاية… النظام لا يصنع المصمّم. الإبداع هو ما يحدث خلف الشاشة، وليس داخل نظام التشغيل. اختر النظام الذي يناسب مشروعك، ميزانيتك، وطريقتك في العمل… وركّز على الفن الذي تقدمه، وليس شعار الجهاز الذي تعمل عليه.

